-A +A
عكاظ (نيويورك)
أكدت المملكة العربية السعودية إيمانها بأهمية الإعلام وجميع وسائله وأدواته بشقيه (التقليدي والحديث)، وبدوره المهم والحيوي في ترسيخ مفاهيم التعايش بين الشعوب وتوطيد الترابط بينها والقدرة على التأثير على الرأي العام والوصول الى نطاق واسع من الجماهير.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها مؤخراً السكرتير الثاني بوزارة الخارجية هلا العتيبي، أمام لجنة السياسات الخاصة وإنهاء الاستعمار في الأمم المتحدة حول البند المتعلق بالمسائل المتصلة بالإعلام.


وقالت العتيبي في كلمتها: "انطلاقاً من اهتمام المملكة بوسائل الإعلام، يتواصل العمل على إبراز رسالة المملكة الاقتصادية، والثقافية والإجتماعية عبر أدوات إعلامية عصرية تعكس عالمية المواطن السعودي، وتؤكد لشعوب العالم أجمع، تقبّل المواطن السعودي للآخر ورغبته بحوار الثقافات وتلاقيها".

وأشارت إلى أن دور الإعلام يزداد أهمية في مكافحة ظاهرة الميليشات الإرهابية، المتطرفة المتنامية، وعدم اتاحة الفرصة لهذه الميليشيات من أجل استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، والمنصات الإعلامية لبث أفكار الكراهية والعنف وتجنيد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، مبينةً أن ذلك يتطلب العمل على التصدي لهذه الآفة عن طريق دعم المراكز والمنابر الإعلامية لمكافحة أفكار التطرف والإرهاب، والكشف عن مصادر تمويله.

وأضافت: "أن المملكة تحرص بكل جهد من خلال إعلامها على ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وقيم الإتقان والعدالة والشفافية ونبذ التطرف ومحاربة أفكاره، ونشر خطاب الحوار والسلام، ومن هذا المنطلق، أنشأت المملكة المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال" الذي يهدف إلى رصد الفكر المتطرف، وتحليله واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه ونشر مبادئ التسامح والإعتدال، وتحقيق أهداف حوار الثقافات بين شعوب العالم عن طريق جاذبية الثقافة بشكل سلمي بدلاً من الضغط والإرغام، إيماناً من المملكة في ترسيخ سبل الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم ".

وأشادت المملكة بالدور الحيوي الذي تقوم به إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة من إسهام في زيادة الوعي بجهود الأمم المتحدة وأعمالها، وأنشطتها، من أجل تحقيق مقاصدها، آملةً في أن تقوم الأمم المتحدة ببذل مزيد من الجهود من أجل الإضطلاع بمسؤوليتها تجاه وسائل الإعلام التي تحرض على الكراهية والعنف والتطرف وزعزعة الأمن ونشر الأكاذيب والتقارير المغلوطة، والعمل بشكل مكثّف على نشر الوعي العالمي ومشاركة قيم التعايش والسلام، فضلاً عن تسليط الضوء على معاناة الشعوب، التي لازالت تنشد الحرية والإستقلال من ظلم الإحتلال وفي مقدمتها مأساة الشعب الفلسطيني الذي مازال عرضةً للعنف والترهيب وخسارة الممتلكات وغير ذلك من الانتهاكات التي ترتكب في حقه نتيجة للممارسات والإنتهاكات الإسرائيلية على مدى أكثر من سبعين عاماً.

وثمّنت الدور المتنامي الذي تقوم به إدارة الاعلام في الأمم المتحدة، مما أسهم في الوصول إلى جماهير جديدة على نطاق أوسع عن طريق التعريف بأنشطة الأمم المتحدة والترويج لمبادئها وقيمها ومنها التسامح، والرحمة، والسلام، فضلاً عن تغطية المؤتمرات الدولية ومختلف الانشطة المتعلقة بهذه المجالات وبطرق متنوعة.

كما أكدت إيمانها بأهمية تعزيز واستخدام اللغات الست الرسمية في الأمم المتحدة، وفي مقدمتها اللغة العربية في ترجمة جميع إصدارات الأمم المتحدة من كتب وتقارير وأخبار وبيانات إعلامية بشكل كامل وفي وقت قصير، لكي تصل الى أكبر عدد ممكن من افراد الشعب العربي، مشددة على ضرورة تعزيز رسالة الأمم المتحدة وقيمها في أوساط المجتمعات العربية من خلال الاستمرار في توسيع خدمات اللغة العربية، وتطويرها في جميع أنشطة وبرامج الأمم المتحدة.

واختتمت العتيبي كلمتها، مجددةً تأكيد المملكة على دعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة، وتعاونها الدائم مع جميع وكالاتها من أجل تحقيق مقاصدها السامية، والسير نحو تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030م.